الصفحات

الأحد، 14 نوفمبر 2010

علي مريض السكر أن يعي مخاطر تناول بعض الأطعمة التي تضر بحالته وتؤدي إلي عواقب وخيمة ، وإليكم الأمثلة علي ذلك.


التغذية الخاطئة من أسباب حدوث مرض السكر.




تناول حليب الأبقار وعلاقته بحدوث مرض السكر من النوع الأول:

لوحظ أن الدول التي بها نسبة استهلاك عالي للألبان ترتفع فيها مخاطر الإصابة بالنوع الأول من مرض السكر. حيث أن الحليب يحتوي علي بروتين مشابه لبروتين موجود بالبنكرياس - العضو الذي يتم فيه تصنيع الأنسولين- ويعتقد علميا بأن الأطفال ذوو الحساسية للحليب قد يطورون أجساماً مضادة تقوم بمهاجمة البنكرياس ذاته داخل أجسامهم مما يسبب الإصابة بالنوع الأول من مرض السكر. وأوضحت العديد من الدراسات أن الأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السكر قد تناولوا حليب الأبقار في سن مبكرة أكثر من غيرهم من الأطفال الأصحاء الذين لم يتناولوا مثل ذلك الحليب في سن مبكرة. وقد أشارت الأبحاث العلمية التي أجريت علي الحيوانات أن تفادي تناول الحليب يمنح وقاية من الإصابة بالنوع الأول من مرض السكر. لذا فإنه من الأفضل لك أن تقلل من إعطاء الأغذية التي تحتوي علي منتجات الألبان لصغارك وأطفالك. وتقرر الدراسات الحديثة أن هناك علاقة محتمله بين استهلاك الحليب في الطفولة وزيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر


الإفراط في تناول الدهون يقلل من عدد مستقبلات الأنسولين الموجودة في الجسم، مما يفاقم مشاكل مرض السكر.

معظم المرضي المصابين بالسكر هم من الذين يعانون من السمنة أو البدانة. الزيادة المفرطة في البطن عادة تجعل الجسم حساس جداً للأنسولين.فعندما يزداد وزنك فإن جسمك يحتاج لمزيد من الأنسولين، ففي معظم الدراسات اتضح أن مرضي السكر تتحسن حالتهم عندما تخف أوزانهم، ولذلك فإن تخفيف الوزن يساعد مرضي السكر كثيراً.

وإذا كان وزنك زائداً أصلا فعليك أن تخففه لدرجة معقولة. وعليك تفادي الإفراط في الأكل والتأكيد علي تناول كل الأطعمة الصحية. وبالإضافة إلي ضبط مستويات سكر الدم بالطريقة المثالية، عليك أيضا اتباع توصيات الطبيب المعالج بالحمية الغذائية والتي تساعد علي تخفيف الوزن.



 
أوردت دراسة في - صحيفة العناية بمرض السكر - في عدد فبراير 2002 وهي صحيفة رائدة تنشرها (الجمعية الأمريكية لمرض السكر) أوضحت أن الطعام المحتوي علي الكثير من اللحوم المعدة علي مراحل مثل السجق المصنع من اللحوم المختلطة تزيد من مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر بنسبة بحوالي 50% في الرجال.

وقامت مجموعة من الباحثين من مدرسة (هارفاد للصحة العامة) بتحليل نظام الحمية الغذائية للآلاف من الرجال، وقد وجدوا من الدراسة أن الذين يتناولون السجق بصفة منتظمة، والنقانق الأخرى، واللانشون، والمرتديلا باستمرار، أو اللحوم الأخرى المصنعة علي مراحل من نفس الشاكلة، فإن 46% من هؤلاء الرجال الذين شملتهم الدراسة هم قابلين للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر مقارنة مع الرجال الذين تناولوا كميات أقل من هذا النوع من الطعام وتلك الأغذية.




وقد قال الدكتور – فراك - وهو كبير المشرفين علي هذه الدراسة "تكمن الخطورة الكبرى للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر في أولئك الذين يتناولون اللحوم المعدة أو المصنعة علي مراحل، وبمعدل 5 مرات أو أكثر في الأسبوع، فما بال أولئك الذين يتناولونها يومياً وبصفة منتظمة وروتينية".
والبيانات في هذا البحث جاءت من دراسة صحية اختصاصية متابعة لهذا المشروع والذي بدأ في عام 1986م، حيث تم جمع المعلومات عن الحمية الغذائية من دراسة شملت 42.504 رجل، تتراوح أعمارهم بين40 ـ 70 الذين كانوا أصحاء من مرض السكر، وأمراض القلب وأمراض السرطان. وتمت متابعة هؤلاء الرجال الذين شملتهم هذه الدراسة لمدة 12 عاماً، وقام الباحثون بمقارنة النماذج الغذائية لأولئك الذين أصيبوا بالنوع الثاني من مرض السكر مع الذين لم يصابوا بالمرض.
وقد نظمت النتائج للآثار المعروفة والتي تساهم في حدوث أو تفاقم المرض، مثل التدخين، السمنة، تناول الدهون، وقلة ممارسة الرياضة. وبعد هذه التنظيمات، خلص المتعهد بالدراسة إلي أن تناول الكثير من السجق واللحوم المعدة علي مراحل أو المصنعة الأخرى، يعتبر عاملا خطرا مستقلا في الإصابة بمرض السكر.
والاختلاف الجوهري الذي وجد هو عندما يتناول الخاضعون للدراسة اللحوم المعدة علي مراحل بمعدل 5 مرات أو أكثر في الأسبوع، وكلما أكثرت من تناول هذا النوع من اللحوم فإنك تكون عرضة للإصابة بمرض السكر. كما أن خطر الإصابة بمرض السكر قد يتأثر بأنواع أخري من الأطعمة التي تدخل في إعدادها اللحوم المصنعة أو المعدة علي مراحل. فالأمر لا يتعلق بتناول تلك الأنواع من اللحوم منفردة بل أنه عادة ما يصاحب تناول تلك اللحوم نسبة عالية من التوابل الدهنية مثل المايونيز، أو الأطباق الجانبية مثل الشبس أو البطاطس المقلية. والنتيجة تعكس نماذج التغذية غير الصحية مجتمعة، بدلاً من التركيز علي نوع واحد منفرد من اللحوم لكي يكال له الاتهامات كلها.




وقالت الدكتورة - روت كافا - مديرة التغذية، بالمجلس الأمريكي للعلوم والصحة، إن الدراسات الغذائية مثل هذه الدراسة بها نقاط ضعف أساسية، لأنها تعتمد علي الكيفية التي يتذكر بها الأفراد الأطعمة التي يتناولنها بالضبط، وإن الصعوبة في هذا النوع من الدراسة هو أنك لا تكون متأكدا من دقة النوع الذي قد تناولته من الطعام على وجه التحديد.
ومن المعروف أن الإفراط في تناول الأطعمة المعدة علي مراحل تزيد أيضا من مخاطر أمراض القلب، وذلك من خلال زيادة مادة الهوموسيستين Homocysteine بسبب النقص في (فيتامينات ب المركبة) خاصة (ب6) و (ب12) وحمض الفوليك .

الهوموسيستين Homocysteine وصحة القلب والأوعية الدموية.


يعتبر الهوموسيستين من الأحماض الأمينية التي توجد عادة في القلب، فإذا كان الشخص يعاني من نقص في حمض الفوليك في الدم، أو في فيتامين ب6 وب12، فإنه سيكون هناك زيادة في مستوي الهوموسيستين في الدم. وقد أوضحت الدراسات أن ارتفاع مستويات الدم بهذه المادة قد يزيد من فرص إصابة الشخص بأمراض القلب، أو حدوث السكتة القلبية، كما أن تلك الزيادة قد تقلل من جريان الدم إلي الأيدي والأقدام. ويعتقد أن الهوموسيستين يزيد أيضا من الإصابة بتصلب الشرايين وأن له تأثير ضار على سلامة جدران الأوعية الدموية، مما قد يؤدى إلى حدوث الجلطات الدموية داخل الأوعية الدموية. كما أنه يتسبب في مقاومة تصنيع مادة الكولاجين، وهى البروتين الرئيسي المكون للعظام وللأنسجة الضامة في الجسم.
ويعتبر ارتفاع مستويات الهوموسيستين عامل خطر مستقل للإصابة بالنوبة القلبية، أو السكتة الدماغية، أو أمراض محيط النسيج الوعائي الدموي.

ويوجد ارتفاع الهوموسيستين تقريباً في نسبة من 20% إلى40% من المصابين بأمراض القلب. وتم تحديد جرعة تقريبية وهي (400ميكروجرام يومياً) من حمض الفوليك كجرعة وقائية، تعمل على التقليل من عدد النوبات القلبية التي يعاني منها المصابون بالذبحة الصدرية بنسبة 10%.


وتختلف مستويات الهوموسيستين بالزيادة أو النقصان بين الأفراد. وبالنسبة لقليل من الأفراد، فقد تساهم أيضا العوامل الوراثية في رفع هذه المادة في الدم. بالإضافة إلي ذلك فإن مستويات الهوموسيستين المنخفضة مرتبطة بزيادة الأعمار لدى البعض من الأفراد، وتتزايد نسبتها في الدم كلما تقدمنا في العمر.
وبالنسبة للنساء فإن مستويات الهوموسيستين يمكن أن ترتفع بعد سن اليأس أو سن انقطاع الطمث، أكثر منه في سنوات الحمل والخصوبة.
وقد أوضحت دراسة حديثةً أن مستوي الهوموسيستين في الدم يتأثر بتناول ثلاث فيتامينات محددة وهي حمض الفوليك، وفيتامينات ب6 وب12. والأشخاص الذين يتناولون أقل من المقدار الموصي به يومياً من هذه الفيتامينات ترتفع عندهم مستويات الهوموسيستين في الدم ارتفاعا ملحوظا.


المقادير اليومية الموصي بها كما يلي:

400 ميكرو جرام من حمض الفوليك، 2 مليجرام من فيتامين ب6 و6 ميكروجرام من فيتامين ب12.


كيف تتحكم في مستوي الهوموسيستين لديك:
أطلب من طبيبك أن يقوم بإجراء اختبار الدم لديك فيما يتعلق بصحة القلب. فإذا كان الهوموسيستين لديك أقل من (6-8 ميكرومول في كل لتر) فإنك تواجه خطر أقل للإصابة بأمراض القلب. وإذا كان مستوي الهوموسيستين مرتفع (أي أعلي من 12 ميكرومول) فإنه يمكنك أن تقلله إلي مستوي الأمان، وذلك بإجراء تعديل جذرى على حميتك الغذائية.



فما هى العوامل التي تساعد الجسم وتحد من زيادة نسبة الهوموسيستين في الدم والجسم عموما؟
هناك حمض أميني يسمي الميثونين، ويعتبر حجر الزاوية لكل البروتينات الموجودة في الأغذية، وهو متوفر في اللحوم الطازجة ومنتجات الألبان. وعادة ما يتحول الميثونين في الجسم إلي الهوموسيستين، ونحن نحتاج لبعض الميثونين، ولكن المقادير المفرطة منه تخلف الكثير من الهوموسيستين، وبالتالي تؤدى إلى تلف في الشرايين. والهوموسيستين في الجسم يمكن أن يتحول مرة أخري إلي الميثونين، أو يفرز من الجسم بواسطة تلك الثلاث فيتامينات الهامة وهى ب6، ب12، وحمض الفوليك.
لذلك فإذا تناولت اللحوم والخضراوات والفاكهة الكافية التي تحتوي علي (فيتامينات ب المركبة) وبالكميات المناسبة فإن الهوموسيستين لن يزيد، أو لن يبقى الكثير منه في الدم.
والبروتينات النباتية الموجودة في الفاصوليا، والبسلة، والنباتات المنتجة للحبوب، والخضراوات الأخرى تحتوي علي كمية أقل من المثيونين مقارنة بتلك البروتينات المشتقة من اللحوم الطازجة، أو الأسماك، أو منتجات الألبان.
ولذلك فإن إنتاج الهوموسيستين في الجسم عندما نأكل تلك الوجبات النباتية، يكون بمعدل أقل مقارنة مع نسبته المتولدة من الأطعمة ذات المصدر الحيواني.


وللغذاء النباتي أيضا فوائد إضافية فيما يتعلق بالهوموسيستين، حيث أن الأغذية النباتية الطازجة تحتوي عادة علي مقادير عالية من فيتامينات (ب المركبة) لذلك فهي تعمل على حفظ مستويات الهوموسيستين منخفضة بواسطة الأثر المباشر لهذه الفيتامينات. لذا فإن نوعية الغذاء الذي نتناوله يؤثر بصورة كبيرة علي طبيعة إمكانية الإصابة بأمراض القلب من عدمه.
والطريقة المثلي المباشرة للوقاية من أمراض القلب، هي تحسين نوعية الغذاء الذي نتناوله. فإذا تناولنا نسبة كافية من فيتامينات (ب6 و ب12، وحمض الفوليك) من الأطعمة الطازجة، فإننا نستطيع أن نحتفظ بمستوي الهوموسيستين في الدم لدينا منخفضا، وبالتالي نتفادى أمراض القلب كلها، وهذا وفقا لرأي الدكتور ماكيولي الرائد والأب الروحي لتلك النظرية.

والعلاج بالفيتامينات يصبح أمرا هاما وضرورة فعالة للوقاية من أمراض القلب. كما أن العلاج بالفيتامينات كما تقدم، يمكن أن يستعمل لخفض مستويات الهوموسيستين ويوقف أمراض القلب من التطور إلى الأسوأ. وأوضحت العديد من الدراسات الطبية أن تناول فيتامين ب المركب يحد من التفاقم لأمراض تصلب الشرايين.




وفي عام 1998م. تم إجراء دراسة في كندا، حيث أعطي المرضي الذين يرتفع عندهم مستوى الهوموسيستين، ويعانون من تصلب في الشرايين الواصلة إلي المخ، علاجاً مكثفاً بحمض الفوليك، وفيتامين (ب6) و (ب12) ونتيجة لذلك العلاج فقد توقف تطور التصلب بجدران الأوعية الدموية الخاصة بالمخ، وتراجع مستوي الهوموسيستين إلى وضعه الطبيعي في الدم.
وفي عام 1996م. أجريت دراسة علي مصابين بمرض الشرايين التاجية للقلب، وتم إعطاؤهم علاج مكون من فيتامين (ب6) وحمض الفوليك و (فيتامين ب 12) وبعض المغذيات الأخرى، وقد أدي ذلك لخفض تطور المرض.
ويوصي الدكتور – ماكيولي – بجرعة وقائية قدرها 400 ميكرو جرام من (حمض الفوليك) مع جرعة قدرها من 2 ـ 3 ميلليجرام من فيتامين ( ب6) و (6 ميكرو جرام) من فيتامين (ب12). ويمكن التزود بمثل هذه الجرعات إما بواسطة مكملات غذائية في شكل حبوب أو كبسولات، أو عن طريق تناول ذلك من المصادر الجيدة لحمض الفوليك، والتي تشمل الفاكهة الطازجة، والطماطم، والخضراوات الطازجة، ومنتجات الحبوب، والفاصوليا والعدس، والبقول الأخرى، وخميرة الخبز.


والأطعمة الغنية بفيتامين (ب6) وهى تشمل: اللحم، الدجاج، الأسماك، الفاكهة، الخضراوات، ومنتجات الحبوب. والمصادر الرئيسية لفيتامين ب12 هي اللحم بأنواعه، الدواجن، الأسماك، الحليب ومنتجات الألبان الأخرى.