الصفحات

الجمعة، 29 مايو 2015

الفصل الثالث ... كيف يعمل الطعام داخل أجسادنا ، وكيف نستفيد منه كلية ؟

قبل أن تعلم كيف أن الطعام الجيد والمناسب يمكن أن يحمى الجسم من عديد من الأمراض .. بينما الطعام الخاطئ أو السيئ يساعد حتما على حدوث الأمراض . ولابد لنا من الإطلاع على أداء الجسم لتلك الوظائف ، وكيف تعمل فسيولوجيا .
فكل أنواع الطعام الذى نأكله ، لابد أن يمر بمراحل عدة تسمى بالهضم .. وهى تبدأ في الفم .. حيث يخلط الطعام باللعاب لكي يتكسر إلي سكريات بسيطة بفعل الأنزيمات .. ويمر الطعام إلى المعدة عبر المريء .. وفى المعدة يتكسر الطعام إلى عناصر أبسط بفعل الحامض المعدي والأنزيمات الأخرى الموجودة في المعدة .. ثم يمر الطعام بعد ذلك إلي الأمعاء الدقيقة لكي تتم عملية امتصاص مواد الطعام من خلال الشعيرات الدموية الموجودة بالجدران الداخلية للأمعاء الدقيقة .. ثم يتجه الطعام بعد ذلك إلي الأمعاء الغليظة لكي يجفف ، ويخرج مع الفضلات إلى خارج الجسم كفضلات ؛ ويعاد امتصاص السوائل
وهذه العملية تأخذ من أثنى عشر إلي أربعة عشر ساعة تقريبا .
والغرض من هضم الطعام ، هو تكسيره إلى مكونات يسهل استهلاكها  لملايين الخلايا في الجسم .
فالبروتين والنشويات والدهون كلها تمد الجسم بالطاقة أو ( الوقود ) اللازم لتشغيل كل أعضاء الجسم لأداء وظائفه من تنفس وتفكير ومشى إلى آخر ذلك من الوظائف الحيوية لاستمرار الحياة .
وإن الفيتامينات في هذا الصدد تعمل بالتعاون مع الأنزيمات المخلقة في الكبد لكي تساعد على إتمام عمليات التمثيل الغذائي وتحويل الطعام المهضوم إلي طاقة.
ومن خلال قيامنا بالأعمال اليومية من أنشطة مختلفة .. فإن أجسامنا تتعرض إلى عديد من الكيماويات التى تحفز النشاط السرطاني داخل الجسم ؛ وهذه الكيماويات قد تكون في الطعام الذي نأكله أو الماء الذي نشربه أو الهواء الذي نستنشقه.

وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك وهى كثيرة :
×  إن بعض الطرق لطبخ اللحم .. مثل شى اللحم على الفحم  .. قد تخلق مركبات
(هيدروكربونية) والتى من المعلوم أنها تحفز النشاط السرطاني داخل الجسم .
×  (الأفلاتوكسين) .. وهذا على الأخص مسبب سرطاني قوى لكبد الإنسان  وهو ينتج بفعل بعض الفطريات التي تنمو على الفول السودانى والخضراوات والفاكهة نتيجة  للتلوث ، والمواد الملوثة كثيرة .. وهذه أيضا قد تكون مثيرات سرطانية ؛ وهناك طرق عدة لعمل تلك المثيرات السرطانية داخل أجسامنا . فهي قد تبدأ نمو السرطان بفعل تدميرها لخلايا الجسم ؛ أو أنها توفر ظروف مثالية لنمو الخلايا بطرق سرطانية داخل الجسم .. وأن عديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية وبعض الكيماوية النافعة قد وجد أنها تحمى الجسم ضد السرطان وذلك بإفراز بعض الأنزيمات التي توقف عمل الخلايا السرطانية قبل أن تبدأ نشاطها داخل الجسم. ولذلك فإنها تسمى  الواقيات (PROTECTORS)  ومن بين تلك الواقيات ما يعرف باسم
مضادات التأكسد
ANTIOXIDANTS))  وتلك تمنع جزئ الأكسجين الغير ثابت والذي يسمى علميا باسم  الجذور الحرة FREE RADICALS)) .. وهذا النـوع من الأكسجين  لديه القدرة على تدمير الخلايا الطبيعية في أجسامنا ؛ وإذا دمرت الخلايا داخل الجسم  فإنها تصبح مرتعا للنشاط السرطاني .
والواقيات تلك .. تفعل الكثير بخلاف تقديم الحماية للجسم ضد السرطان فهي تفسد عمل بعض العمليات الكيميائية داخل الجسم والتي تؤدى في النهاية لحدوث بعض الأمراض مثل : روماتزم المفاصل والذئبة الحمراء والصدفية وغيرها ، والبعض الأخر من تلك الواقيات يساعد الجسم على ضبط مستوى السكر في الدم وبالتالي يمنع حدوث مرض السكري وأمراض ارتفاع ضغط الدم وبالتالي أمراض القلب ، وبعض تلك الواقيات قد يساعد على تقوية الجهاز المناعي للجسم ضد الأمراض الأخرى مجتمعة .

العلاج من الطبيعة بواسطة الطعام


هناك مئات من المركبات الموجودة في الطعام والتي تحمى الجسم من أمراض عدة ، وفى هذا الفصل فإننا نستعرض أهم تلك المركبات والتي لها فوائد صحية جمة للإنسان .

أسيدوفيليس  ACIDOPHILUS

وهذا نوع من أنواع البكتيريا المفيدة والموجودة في الزبادي واللبن الرائب . وينصح بكثرة استعمال الزبادي مع المرضى الذين يتعاطون المضادات الحيوية  لأن تلك المضادات الحيوية لاتفرق بين البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء والتي تلزم لهضم الطعام وتلك المسببة للأمراض ، والطريف أن الزبادي قد يستعمل كعلاج ناجع لحالات إصابة المهبل بالفطريات مثل ( الكنديدا ألبكانس CANDIDA ALPICANSE).

ألفا لينولنيك أسيد  ALPHA  LINOLENIC ACID

وهذا موجود في نبات الكتان الذى يستخرج منه ( زيت بذر الكتان ) وهذا العنصر هو إحدى مركبات أوميجا ( OMEGA 3) من الأحماض الدهنية المتعددة والغير مشبعة .. وموجود أيضا في الأسماك الزيتية مثل : السلمون والماكريل وقد وجد أن هذا النوع من الدهون يثبط عمل نوع أخر من الدهون المشبعة  والتي تشجع الخلايا السرطانية على التكاثر . لذلك فإن هذا الدهن يقال له  (دهن جيد) لأنه يساعد أيضا في الإقلال من حدوث أمراض القلب والتهاب المفاصل وكعلاج لكثير من أمراض الجلد المزمنة

مضادات التأكسد ANTIOXIDNT
مثلا .. إذا كان لديك تفاحة مقطعة في الهواء الطلق فإنها ما تلبث أن تتحول إلى اللون البنى .. فلو عصرت عليها بعضا من عصير الليمون .. فإن تلك التفاحة سوف تحتفظ بلونها الأبيض الطبيعي ولا تتحول إلى اللون البنى .
ولشرح ذلك نقول بأن التفاحة بدون الليمون قد تحولت إلى اللون البنى بفعل الأكسدة ، بينما الليمون يحتوى على فيتامين  ج ( VITAMINE C) .. وهو مضاد قوى للأكسدة  تلك الأكسدة التي قد تدمر ليس التفاحة فقط ؛ ولكن خلايا جسم الإنسان أيضا .. وبالرغم من أن الخلايا في جسم الإنسان في حاجة للأكسجين لكي تعيش ؛ لكنه وجد أن هناك نوعا من جزيء الأكسجين الغير مستقر والذي يطلق عليه أسم الجذور الحرة FREE) RADICALS ) وتلك العناصر أو الجذور الحرة تستطيع الاتحاد مع مكونات بعض الخلايا السليمة وتعوق عملها ونموها الطبيعى داخل جسم الإنسان .
لذا فإن تهدم تلك الخلايا المبكر نتيجة لتلك العناصر الحرة يحفز نشاط العديد من أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والقولون والشرج ويعجل بالشيخوخة المبكرة .
 وإن أكسدة نوع الكلسترول السيئ والذي يطلق عليه أسم (LDL ) يؤدى إلى الإصابة بمرض تصلب الشرايين والذي يعيق دوران الدم بسهولة داخل الأوعية الدموية ؛ ويكون أحد الأسباب المباشرة لحدوث النوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو حتى انفجار بعض الشرايين الكبيرة داخل الجسم وفى أى عضو هام والتى قد تفضى إلى الوفاة .
ومن مضادات التأكسد هذه .. فيتامينات (C ، E ) .. وكذلك توجد عناصر أخرى لا تقل أهمية عن مضادات التأكسد ونذكر منها :  البيتاكاروتين ، والسلنيوم ، والزنك والمنجنيز  وكذلك الأحماض الأمينية مثل الجلوتاثيون ، وبعض العناصر الأخرى مع شيء من التفصيل .
البيو فلافينويد BIOFLAVONID

وهذه تعرف أيضا بأنها فيتامين (P) .. وهذه المجموعة من المركبات تتواجد في الموالح مثل البرتقال والجريب فروت .. وهي عناصر مضادة للتأكسد المشار إليه سلفا .. ومن هذه العناصر يستخرج ( الروتن RUTIN) الذي يحافظ على الأوعية الدموية ويمنع تدهورها أو انفجارها لدى المصابين بضغط الدم المرتفع ولعلاج نزيف اللثة . وبعض تلك المركبات مثل الكورستين  والهسبريدين .. لها نشاط مضاد للفيروسات المسببة للهيربس والأنفلونزا .
كابسكين   CAPSAICIN
وهذا المركب موجود في الشطة والفلفل الأحمر ، وهى مادة مضادة للإلتهاب ، وتستعمل لعلاج بعض أنواع الصداع الشديد .. كما أن لها تأثيرا على دهون الدم بأن تخفضها هي والكلسترول السيئ في الجسم.

بيتا كاورتين  BETA - CAROTEN
وهذا العنصر من أهم عناصر العائلة ( الكاروتينية ) .. والمكونة من حوالي 600 نوع ، والموجودة في أوراق الخضراوات الداكنة وأنواع الخضراوات والفاكهة البرتقالية اللون منها والصفراء .. ويعتبر من أقوى مضادات التأكسد لأنه يعتبر الهيكل الأساسي لتكون فيتامين  ( أ -VIT A ) عندما يحتاجه الجسم . وأهمية هذا العنصر إنه يقلل من حدوث أنواع مختلفة من السرطان وكذلك يحافظ على الشرايين التاجية للقلب .

كيومارين  COUMARINS

وهو موجود في عديد من أنواع الفاكهة والخضراوات مثل البقدونس والعرقسوس والموالح والحبوب المختلفة .. وموجود أيضا كأحد التوابل التي تضاف للأطعمة المختلفة ( الكركم ) .. فهو يرقق الدم ويحمى القلب من النوبات ويفسد عمل بعض الخلايا السرطانية بالجسم كما أنه يعتبر من أقوى مضادات الأكسدة ، حيث يعادل فعل فيتامين
(
E ) بحوالى مائة ضعف لهذا الغرض .

الألياف  FIBERS
وهذه موجودة في مواد الطعام النباتية ، وأنها لا تمد الجسم بأى طاقة أو غذاء ولكنها تلعب دورا حيويا في الجسم وهناك نوعان من الألياف نوع يذوب في الماء والأخر لا يذوب  فى الماء .
فالنوع الذى يذوب فى الماء مثل : البكتين .. وهذا  موجود في التفاح والشوفان والقرنبيط والبروكلى ، ووظيفته أنه يقلل من حركة الطعام داخل الأمعاء  وأن هناك دراسات عدة أثبتت بأن تلك الألياف يمكن أن تخفض من مستوى الكلسترول في الدم .. وذلك بأنها تتحد مع السائل المراري في الأمعاء وتخرجه مع الفضلات خارج الجسم  وبالتالى فإن الكبد يعوض ذلك المفقود من السائل المراري بإنتاج مزيد من أملاح المرارة والتي يكون الكلسترول هو العنصر الأهم فى تكوينها ومن ثم فإن نسبة الكلسترول الموجودة في الدم تتناقص ، نظرا لسحبها بمعرفة الكبد لتصنيع بدل الفاقد من السائل المراري .
أما الألياف الغير ذائبة في الماء ، والموجودة في بعض أنواع الطعام مثل .. الكرفس وخبز النخالة والفاصوليا والفول والبقول ، فإنها تسرع من خروج الطعام إلى خارج الجسم .. لذا فإنها ليست فقط تمنع الإمساك ؛ لكنها أيضا تمنع حدوث كثير من أمراض الجهاز الهضمي مثل : التهاب القولون ، والردوب أو الزوائد القولونية .
بل أكثر من ذلك فإنها قد تمنع حدوث سرطان القولون .. وأيضا سرطان الرئة والثدي وعنق الرحم
والحكمة في ذلك تأتى من إسراع خروج الطعام من الجسم على هيئة فضلات والإقلال من تعرض الجهاز الهضمي لمسببات الأمراض والموجودة أصلا في مواد الطعام كمواد كيميائية ضارة مثل  المبيدات الحشرية وتلوث الماء والهواء بالمعادن السامة من مخلفات المصانع وعادم السيارات والصرف الصحي على مجارى الأنهار ( والتي تعتبر من أهم مصادر الشرب في كل المجتمعات )
لذا فإن تلك الألياف هامة جدا ويجب الحصول يوميا على احتياجات الفرد منها في حدود من  20  - 40 جرام ولكن الإكثار منها عن الحد المسموح يمكـن أن يؤثر على امتصاص عنصرى الكالسيوم والحديد في الجسم وينتج عن ذلك بعض الخلل في احتياجات الجسم لتلك العناصر الهامة .