أحد أنواع خيار البحر
ويوصف خيار البحر بأنه مستطيل، طرى، أسطوانى الشكل، إذا قطعته بسكين إلى نصفين عاد والتحم مرة أخرى مع نفسه. ويطلق على خيار البحر باللغة الماليزية أسم (جامت Gamat).
وخيار البحر هو منتج مشهور فى لانكاوى بماليزيا، حيث كان يوجد خيار البحر بكثرة فى الأيام الخوالى بين الشعب المرجانية المحيطة بجزيرة لانكاوى.
ونظرا لمعرفة السكان بقيمة هذا المخلوق البحرى العجيب وقدراته الشفائية والدوائية لكثير من العلل، فإن السكان المحللين فى تلك الجزيرة دأبو على صيد تلك المخلوقات بكثرة بغرض ترويجها أقتصاديا، لذا فإن خيار البحر لم يعد متوفرا بنفس الكميات التى كان عليها من قبل.
وقد أدرك المهتمين بتلك الصناعة قيمة (خيار البحر) وتم أستيراد كميات كبيرة منه من (تايلاند) البلد المجاور وذلك لتصنيعه فى ماليزيا وتسويقه لمختلف بلدان العالم.
وتبدأ القصة حين خطى أحد صيادى الأسماك فوق جسم ذلك المخلوق (خيار البحر) بينما هو ذاهب إلى مخيمه على الشاطئ. وكان رد فعل خيار البحر الذى دهس تحت أقدام الصياد، أن أطلق على قدمى الصياد وابل من سائل لزج يشبه اللبن، والذى ألزق شعر ساق الصياد مع الجلد بطريقة مدهشة جدا، والتى لم يفلح معه أى نوع من السوائل أو المذيبات العضوية لكى تحلل هذا السائل الأبيض اللزج، ولم يفلح إلا طريقة واحدة، وهى حلق شعر الساق تماما حتى يمكن التخلص من هذا السائل المتصلب الذى لا يلين.
وما أن أنتهى الصياد من تمزيق تلك الجموع من المخلوقات البحرية، المتمثلة فى خيار البحر، حتى أخذ سبيله إلى وجهته عند شاطئ البحر.
وكانت الغرابة والدهشة حين عاد الصياد للبحر مرة أخرى بعد فترة وجيزة من الوقت، وقد وجد أن كل قتلاه من جموع خيار البحر قد عادت والتئمت جروحها من جديد ودبت فيهم الحياة، يلعبون مرة اخرى فى الماء سعداء. ظل الصياد واقفا مذهولا مما رأى، فقد وجد أن كل الجروح التى أصابت جموع خيار البحر قد عادت وبرأت، وكل الأجزاء التى فصلت عن بعضها عادت والتئمت من جديد، ولم تترك أى علامات تدل على مكان القطع أو الفتق الذى أحدثه معول الهدم فيهم.
وهذا ما قدح زناد فكر الصياد، وأقر بأنه إذا كان خيار البحر قادر على أن يعيد صياغة الحياة لنفسه مرة أخرى، فهو ولابد أنه قد يفعل نفس الشئ للإنسان، بأن يشفى ويبرأ جراح المجروحين من الناس، ومن هنا بدأت الصناعات القائمة على السلعة الغالية النافعة، ألا وهى خيار البحر، حيث يباع الكليو المجفف منه فى الأسواق الآسيوية بما يعادل 150 دولار وقد يزيد تبعا للصنف والجودة وطريقة الحفظ.
بينما فى الطريقة الثانية، فإنه يضاف لجموع خيار البحر زيت جوز الهند، مع تركيبة سرية من الأعشاب الطبيعية، والتى تقوى مفعول وعمل خيار البحر، والتى يتم إضافتها بصفة متوالية على مدى 3 أيام من الطبخ الذى سبق الإشارة إليه من قبل. وبعد اليوم الثالث، فإنك سوف تحصل على مركب زيتى قاعدى يطلق عليه أسم (ميناك جامت minyak gamat).
والغريب هنا والملفت للنظر هو أنه بالرغم من الطبخ المستمر على مدى 3 أيام لتلك المكونات على نار هادئة، فإنه لو صادف أن وضعت يديك داخل ذلك المحلول الساخن فإن يديك لن تصاب بأى أذى أو حروق أو ماشابه ذلك.
ولا تتردد إن كنت فى شهر العسل، أن تطلب وجبة من هذا النوع من خيار البحر من أحد المطاعم الصينية التى تقدمه، وإن لم تفعل فربما يكون قد فاتك الكثير، ولكن يبقى أن تعلم أن هذا النوع من خيار البحر هو نوع من الديدان كبيرة الحجم، قد تزن الواحدة منها واحد كيلو جرام.
وخيار البحر مثله مثل كافة المخلوقات، يحمل بين طياته وسائل الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر، عند تعرضه إلى هجوم من خصم لدود، ومن ضمن تلك الوسائل الدفاعية أنه ينفث مادة بيضاء سائلة مثل الحليب اللزج، تعرف كيميائا بأنها الهلوثيورين holothurin. والذى يتواجد فى غدة خاصة لدى خيار البحر.
وقد تم التعرف علميا على تلك المادة فى عام 1920م. ولكن الأبحاث والتجارب أستكملت عليها عام 1950م. وتبين أن المادة الفاعلة فى ذلك المركب هى الصابونيات Saponin. والذى يعزى إليها الأثر العلاجى فى لئم الجروح المتفسخة والدامية، مثلما يحدث عند بعض السيدات فى أعقاب الولادة المتعسرة، أو التى يلزم لها إجراء جراحى مثل شق العجان على سبيل المثال.
خيار البحر فى قاع البحر ، مطلقا المادة اللزجة الهلوتيروين ذات الفائدة الطبية
وخيار البحر مفيد أيضا لحالات التهاب الحلق المزمن، وحالات السعال، وله تأثير ملين خفيف لمكافحة حالات الإمساك متعدد المنشأ. كما أن له تأثير علاجى على حالات الروماتزم، ووجع العضلات والمفاصل. وكما سبق الذكر بأنه هام لعلاج حالات النزيف الداخلى بأنواعه على اختلاف مسبباته، وعلاج لحالات البواسير النازفة، كما أنه يعادل ضغط الدم المرتفع.
وقد سجل له بعض حالات النجاح فى علاج أزمات الربو، ولتخفيف أعراض الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى.